يستحب أن يقرأ القرآن في كل سبعة أيام ، ليكون له ختمة في كل أسبوع . قال عبد الله بن أحمد : كان أبي يختم القرآن في النهار في كل سبعة يقرأ في كل يوم سبعا ، لا يتركه نظرا . وقال حنبل : كان أبو عبد الله يختم من الجمعة إلى الجمعة . وذلك لما روي « أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عمرو : اقرأ القرآن في سبع ، ولا تزيدن على ذلك » . رواه أبو داود ، وعن أوس بن حذيفة ، قال : « قلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد أبطأت عنا الليلة . قال إنه طرأ علي حزبي من القرآن ، فكرهت أن أخرج حتى أتمه »
قال أوس سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف تحزبون القرآن ؛ قالوا : ثلاث وخمس ، وسبع ، وتسع وإحدى عشرة ، وثلاث عشرة ، وحزب المفصل وحده . رواه أبو داود . ويكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما « ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عبد الله بن عمرو : في كم يختم القرآن ؟ قال : في أربعين يوما ثم قال : في شهر . ثم قال : في عشرين ثم قال : في خمس عشرة . ثم قال : في عشر . ثم قال : في سبع » . لم ينزل من سبع . أخرجه أبو داود . وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين .
ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له . - ص 128 - ( 1108 ) فصل : وإن قرأه في ثلاث فحسن ؛ لما روي « عن عبد الله بن عمرو ، قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن بي قوة قال : اقرأه في ثلاث » . رواه أبو داود فإن قرأه في أقل من ثلاث ، فقد روي عن أبي عبد الله أنه قال : أكره أن يقرأه في أقل من ثلاث .
وذلك لما روى عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « : لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث » ، رواه أبو داود . وروي عن أحمد أن ذلك غير مقدر وهو على حسب ما يجد من النشاط والقوة ؛ لأن عثمان كان يختمه في ليلة ، وروي ذلك عن جماعة من السلف .
والترتيل أفضل من قراءة الكثير مع العجلة ؛ لأن الله تعالى قال : ( ورتل القرآن ترتيلا ) . وعن عائشة « أنها قالت : ولا أعلم نبي الله قرأ القرآن كله في ليلة » ، وعنها قالت : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يختم القرآن في أقل من ثلاث » . رواه أبو عبيد ، في " فضائل القرآن " وقال ابن مسعود : من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ، فهذه كهذ الشعر ، ونثر كنثر الدقل .